سر لطيف لمن يسأل كيف أجد حلاوة الإيمان ولذة العبادة / الشيخ عبد السلام بن محمد الشويعر
كثير منا يقول أفعل العبادات وأفعل الطاعات ، أقرأ كما يقرأ الأوائل، وأصوم كما يصوم الأوائل، وأقوم كما يقومون، وأتصدق كما يتصدقون لكن لا أجد في قلبي ما يجدون .
ولا أجد في نفسي هذه اللذة التي يذكرون ، أقول : العبادة واحدة ولكن الأسرار فيها مختلفة . من أعظم الأسرار التي تجعل المرء يكتسب هذه اللذة العظيمة في الطاعة ، هو أن يعنى المرء بعبادات السر .
من عُنِيَ بعبادة السر وجد حلاوة الإيمان ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما جاء من حديث ابن مسعود عند أحمد والحاكم ، قال صلى الله عليه وسلم : من ترك النظر إلى ما حرم الله ابتغاء ما عند الله عز وجل ؛ أعقب الله في قلبه حلاوة الإيمان .
حلاوة الإيمان تكتسب بعبادة السر ، ومن عبادات السر : الكف عن النظر الحرام ، لأن النظر إلى الحرام لا يعلم به إلا الناظر دون من عداه . تمشي أنت وصاحبك في الطريق فتنظر لأمر لا يعلم صاحبك أنك تنظر إليه .
لذا كان النظر سببا موجبا ، وسببا من أسباب اكتساب لذة العبادة ، وهذا معنى الآية التي ذكرناها قبل قليل في قول الله عز وجل : يَعْلَمُ خَائِنَةً الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُور . وَكِلاهُمَا مِنَ السِّر .
من أنواع عبادة السر إخراج الزكاة ، فعند ابن ماجة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ثلاث من فعلهن وجد حلاوة الإيمان ؛ وذكر منها : ولم يخرج المريضة وذات الشرط . أي أدى زكاة ماله ولم يخرج المريضة ولا ذات الشرط .
لأن الزكاة لا يعلم مقدارها ولا عددها ولا قيمة ما يقوم منها إلا صاحبها والله عز وجل قبله ، فهي من عبادات السر .
من عبادات السر الصوم ، هذا الصوم أيها الإخوة عبادة سر ، صدقني لو اطلع عليك أهل الأرض جميعا لا بد أن تكون في لحظة من لحظات صومك لا يطلع عليك إلا ربك جل وعلا .
لا بد أن تكون للمرء خلوة في نهاره ، لا بد أن يكون للمرء غيبة عن أعين من يراقبه في نهاره ، لذا كان الصوم من عبادات السر ؛ إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به .
يمكنك الاستماع إلى هذا الدرس عبر الفيديو التالي :
التسميات
دروس العقيدة