ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان / الشيخ عثمان الخميس

 

 

ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان


 ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان 

 
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان : أن يكون الله و رسوله أحب إليه مما سواهما ، و أن يحب المرء لا يحبه إلا لله و أن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يُقذف في النار .

 

 و في رواية لا يجد أحد حلاوة الإيمان حتى ... إلى آخره ، نعم حديث أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان .

 

 كل واحد فينا ينظر في حاله هل هذه الثلاثة موجودة فيه أم لا ؟ ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان ؛ وجميع هذه الأشياء من أعمال القلوب . يعني ما في واحد يأتي يقول ما أستطيع ؛ لا تستطيع ، كلنا يستطيع ما في أحد يعجز عن هذه ، لكن هل تريد أو لا تريد هل تريدين أو لا تريدين هذه القضية لكن الاستطاعة كلنا يستطيع .

 

 قال أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، أن يكون الله و رسوله أحب إليه مما سواهما ، من سواهما ؟ نفسي أمي أبي ابني ابنتي زوجتي صديقي أموالي عشيرتي تجارتي بيوتي كلها مما سواهما، كل شيء .

 

أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما كل شيء ، ومحبة الله هي الأصل ؛ ولذلك نحن لا نحب النبي مع الله وإنما نحب النبي في الله، نحبه في الله وليس مع الله.

 

 وإنما نحبه لأن الله أمرنا أن نحبه صلى الله عليه وسلم ، وهذا ليس تنقيصا لقدر النبي ولكنه تعظيم لحق الله سبحانه وتعالى، فمحبة الله هي الأصل ومحبة النبي تبع صلى الله عليه وسلم .

 

 أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما هذه الأولى كلنا نستطيع ذلك ، نسأل الله تبارك أن نكون كلنا كذلك .

 

الثانية : وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ، أن يحب المرء لا يحبه إلا لله، ميزان المحبة عنده هو قرب هذا الرجل من الله وبعده عن الله فقط هذا هو الميزان ؛ أن يحب المرء لا يحبه إلا لله فقط هذا هو ميزانه .

 

و كلكم لا يخفى على شريف علمكم قول النبي صلى الله عليه وسلم سبعة يضلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ، قال : و رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ، تحابا في الله ، الحب في الله ، اجتمعا عليه في الدنيا وتفرقا عليه بموت أحدهما أو بموتهما جميعاً .

 

 اجتمعا عليه وتفرق عليه ، وقد جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم : أن رجلاً خرج في الطريق مسافراً فأرسل الله تبارك وتعالى على مدرجته ملكاً ، فقال له الملك ـ الملك طبعاً على صورة بشر ـ قال له الملك إلى أين ؟ قال : أريد البلد الفلاني ، قال ماذا تريد في البلد الفلاني ؟ قال أريد فلاناً ، يعني أنا منطلق لأزور فلاناً .

 

 قال هل له عليك نعمة تربها له ؟ هل له عليك فضل ؟ هل له عليك يد ؟ يعني سويلك خير و بتروح تجازيه بالخير؟ قال لا ؛ إلا إني أحبه في الله ، فأوحى الله إلى الملك أن الله أحبه . لماذا؟ لأنه أحبه فيه .

 

 ولهذا جاء في الحديث المتحابون بجلالي أضلهم اليوم في ظلّي يوم لا ظل إلا ظله ، فلنحب بعضنا في الله تبارك وتعالى .

 

 إذن الثانية قال وَأنْ يُحِبَّ الْمَرْء لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ هذا هو الميزان الذي عنده. قال وَأنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْقَذَهُ اللَّهُ مِنْه كَمَا يَكْرَه أَنْ يُقْذَف فِي الْنَّارِ.

 

 نعم هذا ما وقع لنا نحن كأناس ولدنا مسلمين وما زلنا مسلمين نسأل الله أن يميتنا على الإسلام سبحانه وتعالى ، لكن الذي عرف الكفر كمال قال عمر: لا يعرف قدر الإسلام إلا من عاش الجاهلية .

 

 المهم أن الإنسان يكره الكفر بقدر ما يكره أن يُقذف النار ؛ إلى هذه الدرجة ، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ نجاه الله منه كما يكره أن يُقذف في النار.

 

 من جمع هذه الأمور الثلاثة وجد حلاوة الإيمان ،وحلاوة الإيمان هي الطمأنينة والراحة والانشراح ؛ هذه حلاوة الإيمان يجدها الإنسان إذا حقق هذه الأمور الثلاثة .


يمكنك الاستماع إلى هذا الدرس عبر الفيديو التالي : 







 

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال