إثبات علو الله سبحانه وتعالى على خلقه / الشيخ عثمان الخميس
ثم ذكر آيات إثبات العلو ؛ علو الله على خلقه سبحانه وتعالى ، والله عال على خلقه جل وعلا ومن أسمائه وهو العلي العظيم ، وعلو الله ثلاثة أنواع : علو قدر ، وعلو قدرة ، وعلو مكان .
ـ علو القدر : وهو العلي العظيم ؛ قدره عظيم سبحانه وتعالى .
ـ علو قدرة : في قول الله تبارك وتعالى وهو القاهر فوق عباده ، هذا علو القدرة من الله تبارك وتعالى .
ـ علو المكان : أامنتم من في السماء سبحانه وتعالى .
فالقصد أن الله تبارك وتعالى له علو القدر وعلو القدرة وعلو المكان ، كل المسلمين باختلاف طوائفهم وفرقهم يثبتون علو القدر وعلو القدرة أو القهر . لكن علو المكان لا يثبته إلا أهل السنة .
وأما أهل البدع فمنهم من يقول : الله في كل مكان ، ومنهم من يقول الله ليس في مكان ، إلا أهل السنة فيقولون إن الله فوق سماواته سبحانه وتعالى ؛ فوق عرشه جل وعلا .
وذكر الشيخ ابن تيمية بعض الآيات الدالة على ذلك منها : قول الله تبارك وتعالى : يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي . معناها أن الله في العلو سبحانه وتعالى .
وقوله : بل رفعه الله إليه ، إليه يصعد الكلم الطيب ، بل فرعون ماذا قال ؟ قال : يا هامن ابن لي صرحا لعلي أبلغ أسباب السماوات فأطلع إلى إله موسى .
وقول الله تبارك وتعالى : أمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور ، أم أنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصباً فستعلمون كيف نكير .
فالقصد أن الله تبارك وتعالى فوق سماواته ليس داخل سماواته ؛ لأن الله بائن من خلقه ، السماوات مطويات بيمينه ، الله يحمل السماوات على إصبع سبحانه وتعالى . فكيف يكون هو داخل السماوات ؟ الله أعظم من السماوات و أكبر من السماوات سبحانه وتعالى ، فكيف يكون هو داخل السماوات ؟
وإن الله فوق السماء سبحانه وتعالى : أمنتم من في السماء ؛ أي في العلو، وليس في السماء أي داخل السماء ، وكل ما علاك فهو سماء ، ولذا قال الله تبارك وتعالى : وَننَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً ، أي من السحاب .
والرجل الذي كان يبيع الطعام أدخل النبي يده في الصبرة فنالت أصابعه بللا ، فقال ما هذا يا صاحب الصبرة ؟ قال : أصابته السماء ـ أي المطر ـ .
فكل شيء علاك فهو سماء ؛ فالله فوق السماء سبحانه وتعالى ، ولأن السماوات فوقها الكرسي وفوقها العرش والله فوق العرش سبحانه وتعالى .
يمكنك الاستماع إلى هذا الدرس عبر الفيديو التالي :