شرح كتاب التوحيد : الدرس 61 / الشيخ عثمان الخميس
أحسن الله إليكم قال المصنف رحمه الله تعالى : باب ما جاء في المصورين ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قال الله تعالى: ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي، فليخلقوا ذرة، أو ليخلقوا حبة، أو ليخلقوا شعيرة" أخرجاه.
ولهما عن عائشة رضي الله عنها : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يضاهئون بخلق الله" . ولهما عن ابن عباس : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "كل مصور في النار يجعل له بكل صورة صورها نفس يعذب بها في جهنم" .
ولهما عنه مرفوعا : "من صور صورة في الدنيا كلف أن ينفخ فيها الروح وليس بنافخ" . ولمسلم عن أبي الهياج قال: "قال لي علي: ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ألا تدع صورة إلا طمستها، ولا قبرا مشرفا إلا سويته" .
التصوير له صور منها : أن تكون تماثيل ، أو أن تكون رسومات ، أو تكون بالكاميرا ، أو تكون لما فيه روح أو ليس فيه روح ، أو تكون صور متحرك في الفيديو ، أو تكون تحنيطا .
هذه هي الصور التي يتعاطاها الناس فيما أظن فإذا كان هذا التصوير عبارة عن تماثيل لها ظل فهذه محرمة بالإجماع ، و المقصود بالتماثيل ما فيه روح ، يعني تماثيل آدمية أو حيوانات أو طيور أو أسماك أو حشرات أي شيء فيه روح فهذه محرمة و يشبهها تماما الرسم باليد لأنها كلها فيها مضاهات لخلق الله تعالى ، و هؤلاء الذين يصورون هذه الصور التي هي تماثيل و رسومات يقال لهم يوم القيامة أحيوا ما خلقتم ، أنتم تشبهتم بخلق الله أحيوها الآن .
وهذا الأمر أمر تعجيز ، ولذلك قال يؤمر بنفخ الروح وليس بنافخ ، لا يستطيع ، بل إن الله تحداهم بما هو أقل من ذلك فليخلقوا شعيرة حبة الشعير ، لا يستطيع الناس خلقها .
انظر كيف وصل العلم الآن لا يستطيعوا أن يخلقوا شعيرة ولا حبة قمح أبدا أي شيء فيه الحياة لا يخلقه إلا الله سبحانه و تعالى ، سواء كانت فيه روح أو لم تكن فيه روح .
والثالث هو الذي يصور بالكاميرا : وهذه اختلف فيها أهل العلم وكان الأكثر على تحريمها والآن تساهل الكثيرون فيها ، لأنها ليست من التشبه بخلق الله تبارك و تعالى ولكنه خلق الله و لكن يكون فيها حبس الروح ، أي حبس الصورة هذه والأظهر والله أعلم الجواز ولكن تركها أولى خاصة إذا كانت هذه الصور تعلق أو توضع على الطاولات فهذا لا يجوز ، أما إذا كانت تجعل في الهاتف أو في الخزائن أو غير ذلك فهذا أهون .
الأمر الرابع : فهو الفيديو فهذا لا بأس به إن شاء الله لأن هذا ليس فيه تشبيه بخلق الله بل هذا خلق الله وهو كالكاميرا ليس فيه تشبيه بخلق الله ، فهو كالمرآة لكن تحبس هذه الصورة ويحتفظ بها وتخزن .
و أما تصوير ما لا روح فيه فهذا كله جائز ، سواء كانت تماثيل أو رسم باليد كرسم الأشجار والمباني والبحار والزهور وغير ذلك هذا كله جائز لأن هذه لا روح فيها .
المحنط منعه بعض أهل العلم من باب سد الذريعة وإن كان المحنط هو من خلق الله سبحانه و تعالى ، فالذي يظهر جوازه وتركه أولى خروجا من الخلاف ، لكن الظاهر والعلم عند الله أن المحنط لا بأس به .
يجوز للإنسان أن يحنط حيوانا أو طيرا أو سمكة أو غير ذلك ، لا يحنط البشر لأنهم يدفنون سواء كانوا مسلمين أو كفار يجب أن يدفنوا .
ولما مات أبو طالب قال النبي صلى الله عليه و سلم لعلي اذهب فادفنه أو واره في التراب ، فعلى كل حال التحنيط لهذه الحيوانات أو الطيور والأسماك لا بأس به إن شاء الله تعالى والعلم عند الله جل وعلا .
أحسن الله إليكم فيه مسائل:
ـ الأولى : التغليظ الشديد في المصورين.
ـ الثانية : التنبيه على العلة، وهو ترك الأدب مع الله، لقوله: "ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي" .
ـ الثالثة : التنبيه على قدرته، وعجزهم لقوله : "فليخلقوا ذرة أو حبة أو شعيرة" .
ـ الرابعة : التصريح بأنهم أشد الناس عذابا.
ـ الخامسة : أن الله يخلق بعدد كل صورة نفسا يعذب بها المصور في جهنم.
ـ السادسة : أنه يكلف أن ينفخ فيها الروح.
ـ السابعة : الأمر بطمسها إذا وجدت.
طمسها كما قال ابن عباس : الصورة الرأس فإذا قطع الرأس فلا صورة ، طمس الصورة هي إزالة الرأس .
يمكنك الاستماع إلى هذا الدرس عبر الفيديو التالي :
التسميات
دروس العقيدة