شرح كتاب التوحيد : الدرس 62 / الشيخ عثمان الخميس
أحسن الله إليكم قال المصنف رحمه الله تعالى : باب ما جاء في كثرة الحلف ، وقول الله تعالى: {وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ} . عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "الحلف منفقة للسلعة، ممحقة للكسب" أخرجاه.
وعن سلمان: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ثلاثة لا يكلمهم الله، ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم: أشيمط زان، وعائل مستكبر، ورجل جعل (الله) بضاعته : لا يشتري إلا بيمينه، ولا يبيع إلا بيمينه" رواه الطبراني بسند صحيح.
وفي الصحيح عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير أمتي قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم - قال عمران فلا أدري أذكر بعد قرنه مرتين أو ثلاثا - ثم إن بعدكم قوما يشهدون ولا يستشهدون، ويخونون ولا يؤتمنون، وينذرون ولا يوفون، ويظهر فيهم السمن" .
وفيه عن ابن مسعود: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم. ثم يجيء قوم تسبق شهادة أحدهم يمينه، ويمينه شهادته" . وقال إبراهيم: "كانوا يضربوننا على الشهادة والعهد ونحن صغار".
الحلف بالله جائز ، والله حلف سبحانه وتعالى و أقسم بأشياء كثيرة ، أقسم بالليل والنهار ، وأقسم بالقمر والنجوم ، و لا يقسم إلا بمعظم عنده سبحانه وتعالى .
وأذن بالحلف والقسم ، والنبي كان يقسم صلى الله عليه وسلم ؛ يقول والذي نفسي بيده ، وابن عمر كما مر بنا الحديث قبل قليل قال : والذي يقسم به ابن عمر أي الله جل وعلا ، فالقسم بالله جائز لبيان شناعة أمر أو تأكيد أمر أو بيان أهميته أو ما شابه ذلك من الأمور .
وقول الله تبارك وتعالى : {وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ}، قال أهل العلم حفظها في أربعة أمور : أولا أنه لا يحلف إلا بالله أو بأسمائه أو صفاته فلا يجوز أن يحلف بغير الله فلا يحلف بالنبي ولا بالكعبة ولا بأبيه و لا برأس أمه ولا بغير ذلك ؛ من كان حالفا فليحلف بالله سبحانه و تعالى .
وحفظ اليمين من الإكثار فلا يكثر من الحلف حيث لا يكون للحلف عنده قيمة لأنه دائما يحلف ، لا يكثر من الحلف ، و حفظ اليمين أيضا أن الإنسان إذا حلف يلتزم بما حلف عليه خاصة إذا كان أمرا في المستقبل ، أنه لا يحلف إلا وفى بما حلف عليه ، والله لأفعلن يفعل .
والرابع أنه إذا لم يوفي بما حلف به يكفر عن يمينه ، وكفارة اليمين هي إطعام 10 مساكين أو كسوتهم أو عتق رقبة فإن عجز عن ذلك صام 3 أيام ولا يصوم إلا إذا عجز عن الثلاثة الأولى .
ومنها كذلك في حفظ اليمين ألا يحلف بالله كذبا والعياذ بالله ، وهذه هي اليمين الغموس و هي من كبائر الذنوب ، بل هي من الموبقات ، فالقصد إذن الحلف جائز لكن على الإنسان أن يحتاط في يمينه .
أحسن الله إليكم فيه مسائل:
ـ الأولى : الوصية بحفظ الأيمان.
ـ الثانية : الإخبار بأن الحلف منفقة للسلعة، ممحقة للبركة.
ـ الثالثة : الوعيد الشديد فيمن لا يبيع ولا يشتري إلا بيمينه.
ـ الرابعة : التنبيه على أن الذنب يعظم مع قلة الداعي.
ـ الخامسة : ذم الذين يحلفون ولا يستحلفون.
ـ السادسة : ثناؤه صلى الله عليه وسلم على القرون الثلاثة أو الأربعة، وذكر ما يحدث بعدهم.
ـ السابعة : ذم الذين يشهدون ولا يستشهدون.
ـ الثامنة : كون السلف يضربون الصغار على الشهادة والعهد.
يمكنك الاستماع إلى هذا الدرس عبر الفيديو التالي :
التسميات
دروس العقيدة