شرح كتاب التوحيد : الدرس 14 / الشيخ عثمان الخميس
أحسن الله إليكم قال المصنف رحمه الله تعالى : باب من الشرك أن يستغيث بغير الله ، أو يدعو غيره ، وقول الله تعالى : ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين ، وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو ، الآية . وقوله : فابتغوا عند الله الرزق وعبدوه ، الآية ، وقوله : ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة ، الآيتين ، وقوله : أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ، الآية .
وَروَىَ الطَّبَرانِيُّ بِإِسْنَادِهِ أَنَّهُ كَانَ فِي زَمَنِ النَّبِيِ ﷺ مُنَافِقٌ يُؤْذِي الْمُؤْمِنِينَ ، فَقَالَ : بَعْضُهُمْ قُوْمُوا بِنَا نَسْتَغِيثُ بِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ مِنْ هَذَا الْمُنَافِقِ ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ : إِنَّهُ لَا يُسْتَغَاثُ بِي وَإِنَّمَا يُسْتَغَاثُ بِاللَّهِ .
الاستغاثة كالاستعاذة تماما وهو طلب الغوث ، وطلب الغوث إن كان من الإنسان الذي يستطيع ذلك فلا بأس به ، فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه فوكزه موسى فقضى عليه ، فهذه جائزة أي الاستغاثة فيما يقدر عليه الإنسان .
وأما الاستغاثة الممنوعة وهي الغالب ، هو أن يستغيث بميت أو يستغيث بغائب أو يستغيث بأحد في شيء لا يقدر عليه إلا الله ، فيستغيث بغير الله تبارك وتعالى في أمر لا يقدر عليه إلا الله جل وعلا ، وهذه هي التي تكون شركا .
وأما الحديث الذي ذكره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إنه لا يستغاث بي وإنما يستغاث بالله ، هذا الحديث مداره على ابن لهيعة عبد الله بن لهيعة رحمه الله تبارك وتعالى قاضي مصر ؛ وابن لهيعة فيه ضعف ساء حفظه وكان يكثر التدليس فلا يصح هذا الحديث .
لكن على كل حال أن الاستغاثة عبادة ، وأنه لا يجوز صرفها إلا لله تبارك وتعالى .
نعم أحسن الله إليكم فيه مسائل :
ـ الأولى أن عطف الدعاء على الاستغاثة من عطف العام على الخاص .
ـ الثانية تفسير قوله : ولا تدعو من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك .
ـ الثالثة أن هذا هو الشرك الأكبر .
ـ الرابعة أن أصلح الناس لو فعله إرضاء لغيره صار من الظالمين .
ـ الخامسة تفسير الآية التي بعدها .
ـ السادسة كون ذلك لا ينفع في الدنيا مع كونه كفرا .
ـ السابعة تفسير الآية الثالثة .
ـ الثامنة أن طلب الرزق لا ينبغي إلا من الله ، كما أن الجنة لا تطلب إلا منه .
ـ التاسعة تفسير الآية الرابعة .
ـ العاشرة ذكر أنه لا أظل ممن دعا غير الله .
ـ الحادية عشرة أنه غافل عن دعاء الداع لا يدري عنه .
ـ الثانية عشرة أن تلك الدعوة سبب لبغض المدعو للداعي وعداوته له .
ـ الثالثة عشرة تسمية تلك الدعوة عبادة للمدعو .
ـ الرابعة عشرة كفر المدعو بتلك العبادة .
ـ الخامسة عشرة أن هذه الأمور هي سبب كونه أضل الناس .
ـ السادسة عشرة تفسير الآية الخامسة .
ـ السابعة عشرة الأمر العجيب وهو إقرار عبدة الأوثان أنه لا يجيب المضطر إلا الله ، ولأجل هذا يدعونه في الشدائد مخلصين له الدين .
ـ الثامنة عشرة حماية المصطفى صلى الله عليه وسلم حمى التوحيد والتأدب مع الله .
يمكنك الاستماع إلى هذا الدرس عبر الفيديو التالي :
التسميات
دروس العقيدة