شرح كتاب التوحيد : الدرس 22 / الشيخ عثمان الخميس
أحسن الله إليكم قال المصنف رحمه الله تعالى : باب ما جاء في حماية المصطفى جناب التوحيد وسد كل طريق يوصل إلى الشرك و قول الله تعالى : لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم ، الآية .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تجعلوا بيوتكم قبورا ، و لا تجعلوا قبري عيدا ، و صلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم ، رواه أبو داود بإسناد حسن ، و رواته ثقات .
باب ما جاء في حماية المصطفى ، المصطفى هو محمد صلى الله عليه وسلم و قد اصطفاه الله كما قال : إن الله اصطفى كنانة على العرب ، واصطفى قريشا من كنانة و اصطفى بني هاشم من قريش ، واصطفاني من بني هاشم ، صلوات ربي وسلامه عليه .
و هو مصطفى أي مختار صلى الله عليه وسلم ، ما جاء في حماية المصطفى صلى الله عليه و سلم جناب التوحيد و سده كل طريق يوصل إلى الشرك وهذا مصداقه قول الله تبارك وتعالى : لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم .
هذه الصفات أو بعض صفات هذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ، و لأن هذه هي صفاته صلوات ربي و سلامه عليه حذر أمته من الوقوع في الشرك في أحاديث و نصوص كثيرة . صلوات ربي و سلامه عليه .
قال : و عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لا تجعلوا بيوتكم قبورا ؛ أي صلوا في بيوتكم ، لأن القبور لا يصلى فيها ، و هذا دليل على أن القبور لا يصلى فيها ، لا تجوز الصلاة في المقبرة و لا تصح إلا صلاة الجنازة ، أما غير صلاة الجنازة فلا تصح في المقبرة .
و النبي صلى الله عليه وسلم يقول : جعلت لي الأرض مسجدا إلا المقبرة و الحمام ، فهذه لا تجوز الصلاة فيها و لا تصح ، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال : صلوا في بيوتكم ، لا تجعلوا بيوتكم قبورا ، أي صلوا فيها ، لأن القبور لا يصلى في أماكنها .
قال : و لا تجعلوا قبري عيدا أي تزورونه فترة بعد فترة ، تعتادون ذلك ، تجعلونه عيدا و إنما الزيارة تكون بين فترة و أخرى ، و لذا كان سلف هذه الأمة خاصة من أهل المدينة التابعين كالإمام مالك وغيره ؛ كانوا يكرهون أن الإنسان يذهب كل يوم يزور قبر النبي صلى الله عليه وسلم حتى لا يتخذ عيدا . صلوات ربي و سلامه عليه .
قال : و صلوا عليه فإن صلاتكم تبلغني ، تبلغها الملائكة ، و يذكر من طرائف الأمور ، و أيضا من الأشياء الصحيحة ، يعني الشيخ الألباني رحمه الله تبارك و تعالى ذكر عن نفسه أنه كان مسافرا فوقف عند نقطة تفتيش فقالوا له إلى أين ؟ فقال : إلى المدينة ، فقال له الذي في نقطة التفتيش أطلب منك طلبا ، قال ماذا ؟ قال : سلم لي على الرسول صلى الله عليه و سلم ، قال ألا أدلك على من يبلغ أحسن مني ، قال كيف ؟ قال الشيخ الألباني : أنا قد أنسى ، قد أهمل ، و قد لا أصل فما رأيك أنت صل عليه هنا ؛ و هناك ملائكة يبلغونه الصلاة ؛ صلوات ربي وسلامه عليه .
فصل عليه وأنت في مكانك ، وهكذا هو الصحيح ، و لذلك النبي صلى الله عليه و سلم يقول : صلوا علي فإن صلاتكم تبلغني ، تبلغه الملائكة صلوات ربي وسلامه عليه .
قال رحمه الله تعالى : و عن علي بن الحسين أنه رأى رجلا يجيء إلى فرجة كانت عند قبر النبي صلى الله عليه و سلم فيدخل فيها فيدعو فنهاه ، و قال ألا أحدثكم حديثا سمعته من أبي عن جدي عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : لا تتخذوا قبري عيدا و لا بيوتكم قبورا و صلوا علي فإن تسليمكم يبلغني أين كنتم ، رواه في المختارة .
و هو حديث صحيح ، هذا يرويه علي بن الحسين عن الحسين عن علي بن أبي طالب عن النبي صلى الله عليه وسلم .
أحسن الله إليكم فيه مسائل :
ـ الأولى تفسير آية براءة .
ـ الثانية إبعاد أمته عن هذا الحمى غاية البعد .
ـ الثالثة ذكر حرصه علينا و رأفته و رحمته صلى الله عليه وسلم .
ـ الرابعة النهي عن زيارة قبره على وجه مخصوص مع أن زيارته من أفضل الأعمال .
ـ الخامسة نهيه عن الإكثار من الزيارة .
ـ السادسة حثه على النافلة في البيت .
ـ السابعة أنه متقرر عندهم أنه لا يصلى في المقبرة .
متقرر عندهم أنه لا يصلى في المقبرة لأنه قال : صلوا في بيوتكم ، أو لا تجعلوا بيوتكم قبورا ، لأنه لا يصلى في المقبرة ، ففهموا أنه لا يصلى في المقبرة .
ـ الثامنة تعليله ذلك بأن صلاة الرجل و سلامه عليه يبلغه و إن بعد ، فلا حاجة إلى ما يتوهمه من أراد القرب .
ـ التاسعة كونه صلى الله عليه وسلم في البرزخ تعرض عليه أعمال أمته في الصلاة و السلام .
يمكنك الاستماع إلى هذا الدرس عبر الفيديو التالي :
التسميات
دروس العقيدة