شرح كتاب التوحيد : الدرس 32 / الشيخ عثمان الخميس

 

شرح كتاب التوحيد : الدرس 32 / الشيخ عثمان الخميس

شرح كتاب التوحيد : الدرس 32 / الشيخ عثمان الخميس

 
أحسن الله إليكم قال المصنف رحمه الله تعالى : باب قول الله تعالى: {إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} ، وقوله: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ} . وقوله: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ}  .
 
باب قول الله تعالى: {إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} ، يخوف أولياءه أي يخوفكم من أوليائه ، أي سيفعلون بكم سيقتلونكم سينتصرون عليكم و هكذا يخوفكم أولياءه .

و أولياؤه هم الكفار ؛ أولياء الشيطان هم الكفار ، الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور و الذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات .

فالشيطان أولياؤه الكفار يخوفكم أولياءه ؛ سيقتلونكم سيفعلون بكم ، الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل ، فلم يخافوا من أوليائه .

قال : وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ، الخوف من الله هو من أعمال القلوب ، كما قلنا بدأ بذكر أعمال القلوب ؛ و الخوف من الله تبارك و تعالى واجب يجب على الإنسان أن يخاف من الله هذه عقيدة ، يجب أن يلتزمها المسلم .

و إذا خاف من غير الله خوف السر فهذا هو الكفر و العياذ بالله ، أنه ينفعه أو يضره أو بيده شيء أو كذا ، خوف السر خوف القلب ، القلب يجب أن يكون لله تبارك و تعالى .

ولذا قال ابراهيم عليه السلام : و لا أخاف ما تشركون به إلا أن يشاء ربي شيئا ، و كيف أخاف ما أشركتم و لا تخافون أنكم أشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطانا ، فهذا خوف السر لا يجوز إلا لله تبارك و تعالى .

و هناك الخوف الطبيعي و هو أن يخاف الإنسان من شيء يؤذيه شيء حقيقي يؤذيه ، و هناك الخور و الضعف ، و هناك الخوف من الله و هو المطلوب ، و لمن خاف مقام ربه جنتان ، هذا هو المطلوب . 

 
قال رحمه الله تعالى : عن أبي سعيد رضي الله عنه مرفوعا: "إن من ضعف اليقين أن ترضي الناس بسخط الله، وأن تحمدهم على رزق الله، وأن تذمهم على ما لم يؤتك الله. إن رزق الله لا يجره حرص حريص، ولا يرده كراهية كاره".
 
وعن عائشة رضي الله عنها : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"من التمس رضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس؛ ومن التمس رضى الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس" رواه ابن حبان في صحيحه.
 
حديث أبي سعيد لا يثبت فيه مروان بن محمد و هو السدي الكلبي فهذا متهم بالكذب لا يصح حديثه ، لكن حديث عائشة هو الصحيح ، و هذا ما كتبته إلى معاوية رضي الله عنه عندما كان خليفة للمسلمين قالت : من التمس رضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس؛ ومن التمس رضى الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس ، هذا هو الثابت .
 
أحسن الله إليكم فيه مسائل:
 
ـ الأولى : تفسير آية آل عمران.
 
ـ الثانية : تفسير آية براءة.
 
ـ الثالثة : تفسير آية العنكبوت.
 
ـ الرابعة : أن اليقين يضعف ويقوى.
 
ـ الخامسة : علامة ضعفه. ومن ذلك هذه الثلاث.
 
ـ السادسة : أن إخلاص الخوف لله من الفرائض.
 
ـ السابعة : ذكر ثواب من فعله.
 
ـ الثامنة : ذكر عقاب من تركه.

يمكنك الاستماع إلى هذا الدرس عبر الفيديو التالي :
 

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال