شرح كتاب التوحيد : الدرس 33 / الشيخ عثمان الخميس
أحسن الله إليكم قال المصنف رحمه الله تعالى : باب قول الله تعالى: {وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِين} .وقوله: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ}.
وقوله: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} . وقوله: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} .
كلها تدور على معنى واحد و هو أن القلوب يجب أن تكون لله تعالى ، و على الله فليتوكل المؤمنون ، و كذلك قوله : {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ } . أي توكل على الله سبحانه ، فهو حافظك و ناصرك و هو يدفع عنك سبحانه و تعالى ، و من يتوكل على الله فهو حسبه ؛ أي أن الله هو ناصره و حافظه جل في علاه .
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "حسبنا الله ونعم الوكيل قالها إبراهيم صلى الله عليه وسلم حين ألقي في النار، وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قالوا له: {إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} " رواه البخاري والنسائي.
هذا ثابت عن ابن عباس أنه قال : لما ألقي ابراهيم في النار قال : حسبنا الله و نعم الوكيل ، و هذا شيء لم يحضره ابن عباس ، فهذا يقينا سمعه من النبي صلى الله عليه و سلم ؛ أي أن ابراهيم قال هذا الكلام لما ألقي في النار قال : حسبنا الله و نعم الوكيل .
و كذلك قالها النبي صلى الله عليه و سلم و أصحابه الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم ، فقالوا حسبنا الله و نعم الوكيل ، فتوكلوا على الله تبارك و تعالى ، فزادهم إيمانا ، و انقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء ، لأنهم اعتمدوا على الله سبحانه و تعالى .
أحسن الله إليكم فيه مسائل :
ـ الأولى : أن التوكل من الفرائض.
ـ الثانية : أنه من شروط الإيمان.
ـ الثالثة: تفسير آية الأنفال.
ـ الرابعة : تفسير الآية في آخرها.
ـ الخامسة : تفسير آية الطلاق.
ـ السادسة : عظم شأن هذه الكلمة.
ـ السابعة : أنها قول إبراهيم ومحمد صلى الله عليه وسلم في الشدائد.
يمكنك الاستماع إلى هذا الدرس عبر الفيديو التالي :
التسميات
دروس العقيدة