شرح كتاب التوحيد : الدرس 37 / الشيخ عثمان الخميس

 

شرح كتاب التوحيد : الدرس 37 / الشيخ عثمان الخميس

شرح كتاب التوحيد : الدرس 37 / الشيخ عثمان الخميس

 
أحسن الله إليكم قال المصنف رحمه الله تعالى : باب من الشرك: إرادة الإنسان بعمله الدنيا ، وقوله تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} .
 
في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم، تعس عبد الخميصة، تعس عبد الخميلة، إن أعطي رضي وإن لم يعط سخط؛ تعس وانتكس ، وإذا شيك فلا انتقش طوبى لعبد أخذ بعنان فرسه في سبيل الله، أشعث رأسه، مغبرة قدماه إن كان في الحراسة كان في الحراسة، وإن كان في الساقة كان في الساقة، إن استأذن لم يؤذن له وإن شفع لم يشفع ".
 
قال : من الشرك إرادة الإنسان بعمله الدنيا وذكر قول الله تبارك و تعالى : {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} ، من أراد الدنيا أعطاه الله الدنيا ، أما الآخرة فلا يعطيها الله إلا من يحب ، لا يعطيها الله إلا من يحب ، لا يعطيها الله إلا من أراد بالعمل وجه الله سبحانه و تعالى .
 
ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم : تعس عبد الدينار ، تعس عبد الدرهم، تعس عبد الخميصة، تعس عبد الخميلة ، وهي أنواع من الثياب التي يستخدمها الناس ، إن أعطي رضي وإن لم يعطى سخط أي علاقته دنيوية ، فهو عبد لهذا الدرهم عبد لهذا الدينار عبد لهذه الخميصة و الخميلة  . إذا أعطي رضي و إذا لم يعطى سخط .
 
 يقول : تعس وانتكس ،  هذا دعاء من النبي صلى الله عليه و سلم عليه أنه تعس و انتكس أي أسأل الله أن يكون كذلك أن يتعس و أن ينتكس ، قال : وإذا شيك فلا انتقش ، إذا شيك أي أصابته الشوكة ، فلا انتقش فلا خرجت منه يدعو عليه النبي صلى الله عليه و سلم ، ثم بين ضده فقال : طوبى لعبد أخذ بعنان فرسه في سبيل الله، أشعث رأسه ، مغبرة قدماه ، يعني لا يريد الدنيا لا يريد الناس أن تعرفه يريد أن يعرفه الله وحده سبحانه وتعالى من شدة إخلاصه لله جلا وعلا ، من شدة إخلاصه لله فلا يريد إلا وجه الله تبارك و تعالى .
 
قال : إن كان في الحراسة كان في الحراسة ، يقبل ليس عنده مشكلة لا يريد أن يكون بارزا ظاهرا ، المهم يريد أن يعمل ما يرضي الله تبارك و تعالى ، وإن كان في الساقة كان في الساقة ، أي جعلوه في مؤخرة الجيش كان في مؤخرة الجيش ليس عنده أي مشكلة في ذلك ، إن استأذن لم يؤذن له ، لأنه لا يؤبه به و هو مصداق قول النبي صلى الله عليه و سلم : إن الله يحب العبد التقي النقي الخفي لكن قلبه ممتلئ بمحبة الله تبارك و تعالى باليقين ، ممتلئ قلبه بهذا كله .
 
أحسن الله إليكم فيه مسائل:
 
ـ الأولى : إرادة الإنسان الدنيا بعمل الآخرة.
 
ـ الثانية : تفسير آية هود.
 
ـ الثالثة : تسمية الإنسان المسلم عبد الدينار والدرهم والخميصة.
 
ـ الرابعة : تفسير ذلك بأنه إن أعطي رضي، وإن لم يعط سخط.
 
ـ الخامسة : قوله : "تعس وانتكس".

ـ السادسة : قوله: "وإذا شيك فلا انتقش" .
 
ـ السابعة : الثناء على المجاهد الموصوف بتلك الصفات.
 
يمكنك الاستماع إلى هذا الدرس عبر الفيديو التالي :
 
 

 

 

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال