شرح كتاب التوحيد : الدرس 42 / الشيخ عثمان الخميس
أحسن الله إليكم قال المصنف رحمه الله تعالى : باب قول الله تعالى: {فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} . قال ابن عباس في الآية : " الأنداد : هو الشرك، أخفى من دبيب النمل على صفاة سوداء في ظلمة الليل ".
وهو أن تقول: والله وحياتك يا فلان، وحياتي، وتقول: لولا كليبة هذا لأتانا اللصوص. ولولا البط في الدار لأتانا اللصوص. وقول الرجل لصاحبه : ما شاء الله وشئت. وقول الرجل: لولا الله وفلان. لا تجعل فيها فلانا ، هذا كله به شرك " رواه ابن أبي حاتم.
يريد شركا أصغر ، يريد أن هذا جميعه من الشرك الأصغر .
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من حلف بغير الله قد كفر أو أشرك" رواه الترمذي، وحسنه وصححه الحاكم.
وقال ابن مسعود: "لأن أحلف بالله كاذبا أحب إليَّ من أن أحلف بغيره صادقا". وعن حذيفة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقولوا : ما شاء الله وشاء فلان، ولكن قولوا : ما شاء الله ثم شاء فلان" رواه أبو داود بسند صحيح .
وجاء عن إبراهيم النخعي : " أنه يكره أن يقول الرجل : أعوذ بالله وبك. ويجوز أن يقول : بالله ثم بك. قال: ويقول: لولا الله ثم فلان؛ ولا تقولوا لولا الله وفلان".
هذا كله من اتخاذ الأنداد ، يعني متشبه بمن اتخذ مع الله ندا ، فلا يجوز له أن يفعل شيئا من ذلك ، و أما قول النبي صلى الله عليه و سلم من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك ، هذا الحديث لم يقله النبي بهذا اللفظ ، النبي قال : من حلف بغير الله فقد كفر ، أو قال : من حلف بغير الله فقد أشرك ، لكن الراوي لما شك ولم يتذكر تماما هل قال النبي كفر أو قال أشرك ؟ فقال : كفر أو أشرك ، ف (أو) من الراوي وليست من كلام النبي صلى الله عليه و سلم .
النبي قال واحدة ، و قد يكون قال الاثنتين في أكثر من مجلس صلوات ربي وسلامه عليه ، لأن الكفر و الشرك شيء واحد ، لكن هنا لم يأتي بهذا اللفظ عن النبي صلى الله عليه و سلم و إنما هذا من كلام الراوي ( كفر أو أشرك ) ف ( أو ) هذه من كلام الراوي لشكه في الكلمة ، و هذا من دقتهم كما قلنا أكثر من مرة في روايتهم لأحاديث النبي صلى الله عليه و سلم .
على كل حال قول ابن مسعود : لأن أحلف بالله كاذبا أحب إلي من أن أحلف بغيره صادقا ؛ لأن الحلف بالله كاذبا يسمى اليمين الغموس ، و هي من السبع الموبقات ، و هي من كبائر الذنوب .
الحلف بغير الله شرك ، و الشرك أعظم من السبع الموبقات ، مع أن السبع الموبقات أولها الشرك ، لكن أقصد أن الشرك أعظم من اليمين الغموس ، فلذا ابن مسعود لا يدعوا إلى الحلف بالله كذبا و لكن يقول على عظمها و هي اليمين الغموس إلا إنها أهون من الحلف بغير الله ، بغض النظر كان صادقا أو كاذبا ، لأن الحلف بغير الله شرك .
الحلف بغير الله تكون شركا أصغر و تكون شركا أكبر ، و الأصل فيها أنها تكون شركا أصغر ، و قد تكون شركا أكبر ، و الأصل في الحلف أنه لا يحلف بشيء إلا و هو معظم له ، فإن كان تعظيمه له كتعظيم الله أو أكثر من تعظيم الله فهذا شرك أكبر . و إن كان تعظيمه له دون تعظيم الله فهذا شرك أصغر .
و في قول النبي صلى الله عليه و سلم : لا تقولوا ما شاء الله و شاء فلان ، و لكن قولوا شاء الله ثم شاء فلان ، تأتي دائما بثم و لا تأتي بالواو التي قد تقتضي المساواة .
أحسن الله إليكم فيه مسائل:
ـ الأولى : تفسير آية البقرة في الأنداد.
ـ الثانية : أن الصحابة رضي الله عنهم يفسرون الآية النازلة في الشرك الأكبر أنها تعم الأصغر.
ـ الثالثة : أن الحلف بغير الله شرك.
ـ الرابعة : أنه إذا حلف بغير الله صادقا فهو أكبر من اليمين الغموس.
ـ الخامسة : الفرق بين الواو و ثم في اللفظ.
يمكنك الاستماع إلى هذا الدرس عبر الفيديو التالي :
التسميات
دروس العقيدة