شرح كتاب التوحيد : الدرس 41 / الشيخ عثمان الخميس
أحسن الله إليكم قال المصنف رحمه الله تعالى : باب قول الله تعالى: {يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ} . قال مجاهد ما معناه : "هو قول الرجل : هذا مالي ورثته عن آبائي". وقال عون بن عبد الله : "يقولون: لولا فلان لم يكن كذا".
وقال ابن قتيبة : "يقولون: هذا بشفاعة آلهتنا". وقال أبو العباس - بعد حديث زيد بن خالد الذي فيه : "أن الله تعالى قال : أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر" - الحديث وقد تقدم -: وهذا كثير في الكتاب والسنة ، يذم سبحانه من يضيف إنعامه إلى غيره ويشرك به.
قال بعض السلف: هو كقولهم : كانت الريح طيبة، والملاح حاذقا، ونحو ذلك مما هو جار على ألسنة كثيرة.
يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها و أكثرهم الكافرون ، و نعمة الله ذهب كثير من المفسرين إلى أنها الإسلام و أنها بعثة محمد صلى الله عليه و سلم ثم ينكرونها أي يكفرون بها .
و أكثرهم الكافرون كما قال الله سبحانه و تعالى ، و القصد أن الإنسان لا بد أن يعزو النعمة إلى واهبها ؛ و واهب النعم هو الله ، و ما بكم من نعمة فمن الله ، فمن نسب نعمة الله أو نعم الله إلى غيره فقد كفرها و جحدها .
و لذلك شكر النعم يكون بثلاثة أمور : بنسبتها إلى واهبها ، و ثنائه عليه بما وهب من هذه النعم ، ثم الثالثة استعمالها فيما يرضيه ؛ إذا فعل العبد ذلك كان شاكرا لأنعم الله جل و علا .
و أبو العباس هو ابن تيمية رحمه الله تعالى ، قوله كانت الريح طيبة و الملاح حاذقا ، و ينسون أن الله هو الذي نجاهم ، و إنما ينسبون الفضل إلى الريح ، و ينسبون الفضل إلى الملاح الذي هو قائد السفينة ، و الأصل أن يحمدوا الله تبارك و تعالى .
و هؤلاء أسباب و نسوا المسبب سبحانه و تعالى .
أحسن الله إليكم فيه مسائل :
ـ الأولى : تفسير معرفة النعمة وإنكارها.
ـ الثانية : معرفة أن هذا جار على ألسنة كثيرة.
ـ الثالثة : تسمية هذا الكلام إنكارا للنعمة.
ـ الرابعة : اجتماع الضدين في القلب.
يمكنك الاستماع إلى هذا الدرس عبر الفيديو التالي :
التسميات
دروس العقيدة