شرح كتاب التوحيد : الدرس 40 / الشيخ عثمان الخميس
أحسن الله إليكم قال المصنف رحمه الله تعالى : باب من جحد شيئا من الأسماء والصفات وقول الله تعالى: {وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ} .
وفي صحيح البخاري قال علي : "حدثوا الناس بما يعرفون، أتريدون أن يُكذَّب اللهُ ورسولهُ؟ " .
وروى عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه "عن ابن عباس أنه رأى رجلا انتفض لما سمع حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصفات - استنكارا لذلك – فقال: ما فرق هؤلاء؟ يجدون رقة عند محكمه، ويهلكون عند متشابهه" انتهى. ولما سمعت قريش رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر " الرحمن " أنكروا ذلك، فأنزل الله فيهم: {وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَن} .
قال : باب من جحد شيئا من الأسماء والصفات ، في هذا الباب شرع المؤلف في التطرق للأسماء و الصفات و إن كان الكتاب في جملته يتكلم عن توحيد الألوهية أي توحيد العبودية ، لكنه لم يخلي كتابه من توحيد الربوبية أي توحيد الأسماء و الصفات .
فنبه إلى هذه المسألة بذكر القاعدة التي هي لأهل السنة و الجماعة وهي إثبات ما أثبت الله لنفسه سبحانه و تعالى و ما أثبته رسوله صلى الله عليه و سلم و أنه لا يجوز جحد شيء من أسماء الله تبارك و تعالى و صفاته .
وقول الله تبارك و تعالى : {وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ } لا يؤمنون بالرحمن ، أي يقولون لا نعرف الرحمن ، ولما صالح النبي صلى الله عليه و سلم سهيل بن عمر في الحديبية في السنة السادسة من الهجرة في آخرها قال لعلي اكتب بسم الله الرحمن الرحيم ، فقال سهيل : أما الرحمن فلا نعرفه ، اكتب كما كان يكتب أباؤك باسمك اللهم ، و كان يتسمى مسيلمة الكذاب رحمن اليمامة .
فالمشركون كانوا ينكرون هذا الاسم لله تبارك و تعالى و هو من أخص أسماء الله به بعد اسم الله لفظ الجلالة سبحانه و تعالى .
قال : وفي صحيح البخاري قال علي : "حدثوا الناس بما يعرفون، أتريدون أن يُكذَّب اللهُ ورسولهُ؟ " . هذا يحدث حتى في زماننا هذا إذا جلست في مجلس لا تأتي بالغرائب للناس فينكرون سنة النبي ظنا منهم أنك مخطئ لا أنهم ينكرون السنة .
و لكن ينكرون أن هذه هي السنة يظنون فيك أنت الخطأ و الوهم ، و الناس الأصل فيهم أنهم مسلمون لا ينكرون سنة النبي صلى الله عليه و سلم و لكن يتهمون من يحدثهم بها يظنون أنه أخطأ و أن هذه من عندياته .
فلذلك حدث الناس بما يعرفون ، و كما قال ابن مسعود : ما أنت محدث الناس بشيء لا يعرفونه أو لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة ، فلذا فليحذر الإنسان أن يأتي بغرائب الأمور بين عامة الناس .
و قول ابن عباس ما فرق هؤلاء ؟ استنكار ، يعني لماذا إذا ذكرت الأسماء و الصفات استنكرتم و كذا ، بالعكس آمن بها و خذها على ظاهرها و الحمد لله و ليس كمثله شيء انتهى الأمر .
أحسن الله إليكم فيه مسائل :
ـ الأولى : عدم الإيمان بجحد شيء من الأسماء والصفات.
ـ الثانية : تفسير آية الرعد.
ـ الثالثة : ترك التحديث بما لا يفهم السامع.
ـ الرابعة : ذكر العلة : أنه يفضي إلى تكذيب الله ورسوله، ولو لم يتعمد المنكر.
ـ الخامسة : كلام ابن عباس لمن استنكر شيئا من ذلك، وأنه أهلكه.
يمكنك الاستماع إلى هذا الدرس عبر الفيديو التالي :
التسميات
دروس العقيدة