شرح كتاب التوحيد : الدرس 44 / الشيخ عثمان الخميس
أحسن الله إليكم قال المصنف رحمه الله تعالى : باب قول : ما شاء الله وشئت ، عن قُتيلة : "أن يهوديا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إنكم تشركون، تقولون: ما شاء الله وشئت، وتقولون: والكعبة. فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم إذا أرادوا أن يحلفوا أن يقولوا: ورب الكعبة، وأن يقولوا: ما شاء الله ثم شئت" رواه النسائي وصححه.
وله أيضا عن ابن عباس رضي الله عنهما : "أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم : ما شاء الله وشئت. فقال: أجعلتني لله ندا؟ ما شاء الله وحده" .
ولابن ماجه عن الطفيل - أخي عائشة لأمها - قال : "رأيت كأني أتيت على نفر من اليهود قلت: إنكم لأنتم القوم، لولا أنكم تقولون عزير بن الله. قالوا: وإنكم لأنتم القوم لولا أنكم تقولون ما شاء الله وشاء محمد. ثم مررت بنفر من النصارى فقلت: إنكم لأنتم القوم لولا أنكم تقولون المسيح بن الله. قالوا: وإنكم لأنتم القوم لولا أنكم تقولون ما شاء الله وشاء محمد. فلما أصبحت أخبرت بها من أخبرت، ثم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته، قال: هل أخبرت بها أحدا؟ قلت : نعم قال فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد، فإن طفيلا رأى رؤيا أخبر بها من أخبر منكم، وإنكم قلتم كلمة كان يمنعني كذا وكذا أن أنهاكم عنها، فلا تقولوا: ما شاء الله وشاء محمد، ولكن قولوا: ما شاء الله وحده".
هذا الباب فيه قول : ما شاء الله و شئت ، لا يشرك مشيئة الله بمشيئة أحد ، و لو كان هذا الأحد هو النبي محمد صلى الله عليه و سلم ، و قتيلة الأنصارية روت عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه نهى عن ذلك ، نهى عن أن يقال ما شاء الله و شئت ، أو أن يحلفوا بآبائهم ، و إنما يقولوا ما شاء الله وحده سبحانه و تعالى ، و قول النبي صلى الله عليه و سلم : أجعلتني لله ندا ؛ أي لما ساويت بيني و بين الله قلت : شاء الله و شاء محمد ، يلزم أن تقول : شاء الله ثم شاء محمد ، دائما نحرص على أن نأتي بكلمة ثم بعد مشيئة الله تبارك و تعالى .
و الطفيل هو أخو عائشة من أمها ، عائشة أمها أم رومان الكنانية و الطفيل أخوها من أمها قبل أن تتزوج بأبي بكر كانت متزوجة و أنجبت الطفيل و هو أخو عائشة من أمها ، أم المؤمنين عائشة هذا أخوها من أمها .
و هو رأى رؤيا أنه مر على اليهود فقال : أنتم القوم لولا أنكم تقولون عزير بن الله ، و عزير قيل : نبي ، و قيل : رجل صالح ، و قيل هو الذي مر على قرية و هي خاوية على عروشها قال أنا يحيي هذه الله بعد موتها ، و العلم عند الله تبارك و تعالى ، و لكن عزير كانت تعظمه اليهود ، و قالت اليهود عزير ابن الله ، فقال : وإنكم لأنتم القوم لولا أنكم تقولون ما شاء الله وشاء محمد. ومر على النصارى فقالوا له مثل ذلك لما أنكر عليهم قولهم عيسى ابن الله ، و هذه رؤيا منام ، فلما أخبر بها النبي صلى الله عليه و سلم ، سأله أولا : هل أخبرت أحدا ؟ يعني إذا لم يخبر أحد يجيبه و ينتهي الأمر .
لكن كونه تكلم مع الناس إذن الخبر انتشر فناسب أن يتكلم النبي صلى الله عليه و سلم على العموم .
أحسن الله إليكم فيه مسائل:
ـ الأولى : معرفة اليهود بالشرك الأصغر.
ـ الثانية : فهم الإنسان إذا كان له هوى.
ـ الثالثة : قوله صلى الله عليه وسلم : "أجعلتني لله ندا؟ " فكيف بمن قال " ما لي من ألوذ به سواك " والبيتين بعده.
هذه أبيات البوصيري وهو غير البوصيري صاحب شرح ابن ماجه ، و لكن هذا البوصيري له أبيات يعني فيها غلو أنكرها عليه بعض أهل العلم ، أو كثير من أهل العلم أنكر عليه هذه الأبيات منها قوله : يا أكرم الخلق مالي من ألوذ به سواك عند حدوث الحادث العمم
إن لم تكن آخذا يوم المعاد بيدي عفوا وإلا فقل يا زلة القدم
فإن من جودك الدنيا و ضرتها و من علومك علم اللوح و القلم
هذا غلو ، وبعضهم نسب هذا الكلام للكفر ، و بعضهم تأول له ، لكن القصد أن هذا من الغلو في النبي صلى الله عليه و سلم ، و لا يجوز مثل هذا الكلام .
ـ الرابعة : أن هذا ليس من الشرك الأكبر لقوله: " يمنعني كذا وكذا ".
ـ الخامسة : أن الرؤيا الصالحة من أقسام الوحي.
ـ السادسة : أنها قد تكون سببا لشرع بعض الأحكام.
يمكنك الاستماع إلى هذا الدرس عبر الفيديو التالي :
التسميات
دروس العقيدة