شرح كتاب التوحيد : الدرس 48 / الشيخ عثمان الخميس
أحسن الله إليكم قال المصنف رحمه الله تعالى : باب من هزل بشيء فيه ذكر الله أو القرآن أو الرسول ، وقول الله تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ} .
عن ابن عمر ومحمد بن كعب وزيد بن أسلم وقتادة - دخل حديث بعضهم في بعض - أنه "قال رجل في غزوة تبوك: ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطونا، ولا أكذب ألسنا، ولا أجبن عند اللقاء، يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه القراء. فقال له عوف بن مالك: كذبت، ولكنك منافق، لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فذهب عوف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخبره، فوجد القرآن قد سبقه. فجاء ذلك الرجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد ارتحل وركب ناقته، فقال: يا رسول الله إنما كنا نخوض ونتحدث حديث الركب نقطع به عنا الطريق. قال ابن عمر: كأني أنظر إليه متعلقا بنسعة ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن الحجارة تنكب رجليه، وهو يقول: إنما كنا نخوض ونلعب. فيقول له رسول الله صلى الله عليه وسلم: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} ما يلتفت إليه وما يزيده عليه".
هو النبي صلى الله عليه و سلم كان يقول له : أبالله وآياته و رسوله كنتم تستهزئون ، لكن الآية نزلت بقل ، أمر للنبي صلى الله عليه و سلم أن يقول لهم ذلك ، و النبي كان يقول له : أبالله و آياته و رسوله كنتم تستهزئون .
فالقصد أن الاستهزاء بدين الله تبارك و تعالى أو بالرسول صلى الله عليه وسلم أو بكتاب الله جل و علا ـ بالدين بشكل عام ـ إذا كان وقع من الإنسان هذا فهذا كفر بالله جل و علا سواء كان جادا ، سواء كان هازلا ، أو كما يقولون حديث الراكب يعني شيء نقطع به الطريق أي حديث نتحدث به ؛ كل هذا غير مقبول أبدا و صاحبه يكون كافرا بالله تبارك و تعالى إلا في حالة واحدة وهي الإكراه ، أي إذا قالها على سبيل الإكراه كما مر بنا في كتاب القواعد .
أحسن الله إليكم فيه مسائل:
ـ الأولى : وهي العظيمة : أن من هزل بهذا فهو كافر.
ـ الثانية : أن هذا هو تفسير الآية فيمن فعل ذلك كائنا من كان.
ـ الثالثة : الفرق بين النميمة، وبين النصيحة لله ولرسوله.
ـ الرابعة : الفرق بين العفو الذي يحبه الله، وبين الغلظة على أعداء الله.
ـ الخامسة : أن من الاعتذار ما لا ينبغي أن يقبل.
يمكنك الاستماع إلى هذا الدرس عبر الفيديو التالي :
التسميات
دروس العقيدة