شرح كتاب التوحيد : الدرس 55 / الشيخ عثمان الخميس
أحسن الله إليكم قال المصنف رحمه الله تعالى : باب لا يرد من سأل بالله ، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من سأل بالله فأعطوه، ومن استعاذ بالله فأعيذوه، ومن دعاكم فأجيبوه، ومن صنع إليكم معروفا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه" رواه أبو داود والنسائي بسند صحيح.
هذه آداب من أن لا يرد من سأل بالله تعالى ، و سيأتينا أنه لا يجوز السؤال بالله خاصة بوجهه سبحانه و تعالى إلا الجنة ، لكن القصد من هذا أنه إذا جاءك إنسان و قال لك أسألك بالله : أعطه ما يريد إن كنت قادرا على ذلك و لا يشق عليك لأن السؤال بالله عظيم ، لذلك قال النبي صلى الله عليه و سلم من استعاذ بالله فأعيذوه .
و قد تزوج النبي صلى الله عليه و سلم امرأة من بني كلب فأول ما دخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم قالت : أعوذ بالله منك ، فقال استعذت بمعاذ الحقي بأهلك ، فمن استعاذ بالله أعيذوه ، و من سأل بالله فأعطوه إذا كان هذا الأمر ممكنا و عرفت أن هذا الإنسان محتاج فإنك تعطيه ، أو غلب على ظنك أو لم تعلم خلاف ذلك .
فإذا سألك بالله لم يكن الأمر كمن يسألك سؤلا عاديا ؛ يجب أن يكون لله تعظيم سبحانه و تعالى في قلبك .
أحسن الله إليكم فيه مسائل:
ـ الأولى : إعاذة من استعاذ بالله.
ـ الثانية : إعطاء من سأل بالله.
ـ الثالثة : إجابة الدعوة.
يعني إذا دعاك أحد إلى طعام فالأصل أنك تجيبه خاصة إذا كانت دعوة العرس أي الزواج ، هذه ذهب كثير من أهل العلم أنها واجبة ، خاصة إذا دعاك بشخصك ولم يضع الدعوة عامة ، و لكن دعاك بشخصك عندها يجب عليك أن تلبي هذه الدعوة .
و أما غير دعوة الزواج فيستحب للإنسان أن يلبيها .
ـ الرابعة : المكافأة على الصنيعة.
ـ الخامسة : أن الدعاء مكافأة لمن لم يقدر إلا عليه.
ـ السادسة : قوله : "حتى ترون أنكم قد كافأتموه".
يمكنك الاستماع إلى هذا الدرس عبر الفيديو التالي :
التسميات
دروس العقيدة