شرح كتاب التوحيد : الدرس 9 / الشيخ عثمان الخميس


 

شرح كتاب التوحيد : الدرس 9 / الشيخ عثمان الخميس

شرح كتاب التوحيد : الدرس 9 / الشيخ عثمان الخميس


أحسن الله إليكم ، قال المصنف رحمه الله تعالى : باب من تبرك بشجرة أو حجر ونحوهما ، وقول الله تعالى : أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ، الآيات .
 
 عن أبي واقد الليثي قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه  وسلم إلى حنين ، ونحن حدثاء عهد بكفر وللمشركين سدرة يعكفون عندها وينوطون بها أسلحتهم ، يُقال لها ذات أنواط ، فمررنا بسدرة فقلنا يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الله أكبر ، إنها السنن ، قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى : اجعل لنا إلها كما لهم آلهة ، قال : إنكم قوم تجهلون ، لتركبن سنن من كان قبلكم . رواه الترمذي وصححه .
 
 نعم قوله : من تبرك بشجرة أو حجر ونحوهما ، أي حكم ذلك ، ثم ذكر قول الله تبارك وتعالى : أفرأيتم اللات و العزى و مناة الثالثة الأخرى ، هذه أصنام أو بعض الأصنام التي كان يعبدها أهل الجاهلية ، والعزى شجرة كان يعبدها أهل مكة ، قريش كانت تعبد هذه ، ولذلك كان أبو سفيان في غزوة أحد بعد أن قتل من المسلمين من قتل ، قال : لنا العزى ولا عزى لكم ، يفتخر بالعزى .
 
 ومناة واللات هذه أصنام ، مناة كانت للأوس والخزرج ، واللات كانت لهوازن ، وهي عبارة عن صخرة كانوا يعبدونها من دون الله ، عقول الناس عجيبة سبحان الله يعبدون صخرة صماء ، وأولئك يعبدون شجرة ؛ يعني أين العقول ، لا تدري سبحان الله ، فالحمد لله على نعمة التوحيد الحقيقية .
 
 و خالد بن الوليد يقول عن كفار قريش ، يقول : كان يسوسنا رجال كانت أحلامهم تزن الجبل ، يعني عقولهم تزن الجبل ، لكن في هذا الموضع لا أحلام لهم ولا عقول لهم ، حيث نزلوا إلى هذا الدرك الأسفل في عبادة ما لا ينفع ولا يضر ، أصنام أحجار ، حجرة صماء ، صخرة صماء يعبدونها من دون الله تبارك وتعالى .
 
 وهذا أمر عجيب ، ومن ذلك حديث أبو واقد الليثي : لما قالوا اجعلنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط ، كذلك هؤلاء أرادوا التبرك بهذه الشجرة ، وهم ما أرادوا أن يجعل لهم إله ، ولكن أرادوا المشابهة بالفعل كما ذكرنا ذلك قبل بالأمس .
 
 لكن على كل حال أنكر عليهم النبي صلى الله عليه وسلم ذلك ، نعم أحسن الله إليكم فيه مسائل :
 
ـ الأولى تفسير آية النجم .
 
ـ الثانية معرفة سورة الأمر الذي طلبوا .
 
ـ الثالثة كونهم لم يفعلوا .
 
ـ الرابعة كونهم قصدوا التقرب إلى الله بذلك لظنهم أنه يحبه .
 
ـ الخامسة أنهم إذا جهلوا هذا فغيرهم أولى بالجهل .
 
ـ السادسة أن لهم من الحسنات والوعد بالمغفرة ما ليس لغيرهم .
 
 ـ السابعة أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعذرهم بل رد عليهم بقوله الله أكبر إنها السنن ، لتتبعن سنن من كان قبلكم ، فغلّظ الأمر بهذه الثلاث .
 
ـ الثامنة الأمر الكبير وهو المقصود أنه أخبر أن طلبهم كطلب بني إسرائيل .
 
 وليس كالطلب تماماً وإنما هي مشابهة من وجه دون وجه ؛ كقول علي رضي الله عنه لما رأى أناسا يلعبون الشطرنج ، فقال : ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون ؟ هم ما عكفوا عليه ، ولكن شبه فعلهم بفعل الذين يعبدون الأصنام ، فلا يعني هذا أن الذين يلعبون الشطرنج تماما كالذين يعبدون الأصنام .
 
 وكذلك جاء في الحديث شارب الخمر كعابد وثن ، يقصد أنه هذا عاصي وهذا عاصي لله تعالى ، لا أن شارب الخمر الذي ارتكب كبيرة يكون مثل الذي عبد وثنا ، وكان المقصود هو المشابهة بالفعل أن هذه معصية وهذه معصية ، لا أن المعصية هي المعصية .
 
 ـ التاسعة أن نفي هذا من معنى لا إله إلا الله ؛ مع دقته وخفائه على أولئك .
 
ـ العاشرة أنه حلف على الفتيا وهو لا يحلف إلا لمصلحة .
 
ـ الحادية عشرة أن الشرك فيه أكبر وأصغر ، لأنهم لم يرتدوا بذلك .
 
ـ الثانية عشرة قولهم : ونحن حدثاء عهد بكفر ، فيه أن غيرهم لا يجهل ذلك .
 
ـ الثالثة عشرة التكبير عند التعجب خلافاً لمن كرهه . 
 
ـ الرابعة عشرة سد الذرائع .
 
ـ الخامسة عشرة النهي عن التشبه بأهل الجاهلية .
 
ـ السادسة عشرة الغضب عند التعليم .
 
ـ السابعة عشرة القاعدة الكلية لقوله إنها السنن .
 
ـ الثامنة عشرة أن هذا علم من أعلام من النبوة ، لكونه وقع كما أخبر .
 
ـ التاسعة عشرة أن كل ما ذمّ الله به اليهود والنصارى في القرآن أنه لنا .
 
ـ العشرون أنه متقرّر عندهم أن العبادات مبناها على الأمر ، فصار فيه التنبيه على مسائل القبر ، أما من ربك فواضح ؟ وأما من نبيك ؟ فمن إخباره بأنباء الغيب ، وأما ما دينك ؟ فمن قولهم اجعل لنا إلها ، إلى آخره .
 
ـ الحادية والعشرون أن سنة أهل الكتاب مذمومة كسنة المشركين .
 
ـ الثانية والعشرون أن المنتقل من الباطل الذي اعتاده قلبه لا يؤمن أن يكون في قلبه بقية من تلك العادة ، لقوله : و نحن حدثاء عهد بكفر .
 
يعني أثر فيهم ما كانوا عليه من الكفر ، فجعلهم يقولون مثل هذا الكلام تذكراً لأحوال الكفار لما كانوا يتبركون بمثل هذه الشجرة . 
 
 يمكنك الاستماع إلى هذا الدرس عبر الفيديو التالي :
 

 

 

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال